كان يا ما كان، في أحد الأيام الجميلة، كانت الشمس مشرقة والطيور تزقزق في سماء الحديقة الكبرى. الحديقة كانت تملأها الزهور المتنوعة والأشجار الكثيفة، وأحواض صغيرة تحتضن الأسماك الملونة. في هذا المكان الفريد، عاش فرس النهر الضخم والودود، واسمه هيبو.
بينما كان هيبو يتجول في الحديقة، التقى بولد صغير يحمل اسم وليد. كان وليد يستكشف الحديقة برفقة أسرته، لكن بحس المغامرة لدى الصغار، ابتعد قليلاً ووجد نفسه أمام هيبو.
– قال وليد بحماس: مرحبا! كيف حالك، يا سيد فرس النهر؟
– رد هيبو بابتسامة ودودة: مرحباً يا وليد، أنا بخير، وأنت؟
جلس وليد بجانب هيبو وبدأ الاثنان يتحدثان، وليد كان يخبر هيبو عن مغامراته وألعابه المفضلة، بينما هيبو يحكي عن أيامه في الحديقة وكيف استفاد من وقت ظهوره في الماء ليستمتع بالهدوء والجمال.
وسط حديثهما الممتع، سمعا صوت زقزقة غير عادية، كان صوت طائر صغير يطلب المساعدة. تبادا النظرات والفضول يملأ عيونهما، قررا أن يستكشفا ويعرفا مصدر الصوت.
– قال وليد بحزم: علينا مساعدته، هيا لنرى ما يمكننا فعله!
– رد هيبو بالموافقة: نعم، هيا بنا، يجب أن نساعد الطائر الصغير.
توجهوا نحو الصوت، وعبروا جسرًا خشبيًا صغيرًا قادهم إلى شجرة قديمة كبيرة. هناك، وجدوا عصفورًا صغيرًا قد علقت جناحاته في بعض الأغصان.
– قال وليد بحنان: لا تقلق، سنساعدك.
– وافق هيبو وأضفى على كلام وليد: ابقَ هادئًا، سنحررك في الحال.
بفضول الأطفال ورفق الحيوانات، بدأ وليد وهيبو في حل مشكلته، هيبو استخدم فمه الكبير ليسحب الأغصان بلطف، بينما وقف وليد على طرف أصابعه ليساعد في فك الجناح. وبعد جهد مشترك، نجحوا في تحرير الطائر.
– قال العصفور بشكر عميق: شكراً لكم، أنتم أبطالي! كيف يمكنني مكافأتكم؟
ابتسم وليد وهيبو بتواضع، وقالا: لا تحتاج لمكافأة، يكفي أننا تمكنا من مساعدتك.
لكن العصفور أصر، وقادهم عبر الحديقة إلى ركن خاص مخفي خلف الشجيرات. هناك، كشف عن نبع سحري يتلألأ بألوان قوس قزح. قال العصفور:
– هذا النبع يعطي من يشرب منه قدرات سحرية مؤقتة، اشربا منه واستفيدا من السحر في مغامراتكما.
تبادل وليد وهيبو النظرات باندهاش. قررا أن يشربا من النبع السحري. وبالفعل، شربا منه وشعرا بتغير غريب في داخلهما. اكتشف وليد أنه يمكنه التحدث مع الحيوانات، بينما اكتشف هيبو أنه يستطيع الطيران.
– قال هيبو بفرحة: واو! أنا أطير! شكراً لك أيها العصفور الصغير!
– وضحك وليد متحمساً: الآن يمكنني التحدث مع أي حيوان، هذا رائع!
بفضل سحر النبع، عاشا مغامرات رائعة في الحديقة. قام وليد بالتحدث مع الحيوانات المختلفة واستفاد من حكمتها، بينما استخدم هيبو قدرته على الطيران لاكتشاف أماكن جديدة وجميلة في الحديقة.
ظلوا في الحديقة الساحرة لعدة ساعات، مستمتعين بقدراتهم السحرية ومساعدة الحيوانات الأخرى. في نهاية اليوم، علموا أن السحر سيزول عند غروب الشمس، وأنهم سيعودون إلى حالتهم الطبيعية.
عندما بدأ الظلام يزحف على الحديقة، جلس الصديقان بجانب النبع السحري يتأملان مغامرات اليوم.
– قال وليد بامتنان: هذا كان يوماً لن أنساه أبداً، شكراً لك أيها الصديق هيبو.
– رد هيبو بعينين مشعتين: والشكر لك، يا وليد. لقد كانت تجربة رائعة.
وقبل أن يفترقا ويعود كل منهما إلى حياته اليومية، تعاهدا على البقاء أصدقاء ومساعدة أي شخص يحتاج إلى المساعدة.
وتحت ضوء القمر الفضي، ودع الصديقان بعضهما البعض، ولكنهما علما أن تلك الذكريات ستظل محفورة في قلبيهما إلى الأبد.