في بلدة صغيرة محاطة بغابة خضراء وبحيرة زرقاء صافية، كان هناك مرموط صغير يدعى ميلو يحلم دائمًا بأن يصبح بطلًا مشهورًا. ذات يوم، وجد ميلو كرة قدم جميلة بالقرب من البحيرة، لميعة وملونة، تلمع تحت أشعة الشمس الذهبية.
– أوه، ما هذا؟ سأجرب اللعب بها، – قال ميلو متحمسًا.
بينما كان ميلو يلعب بالكرة، لاحظ أن الحيوانات الأخرى حول البحيرة تراقبه باهتمام. كان هناك أرنب يُدعى لونا، وسنجاب يُدعى سامي، وبطة تُدعى ديزي، وجميعهم يتمنون أن يجربوا اللعب بالكرة السحرية.
– هل تريدون الانضمام إليَّ في لعبة كرة القدم؟ – سأل ميلو متحمسًا لفكرة اللعب مع أصدقائه.
الجميع أومأ بحماس، ولكنهم كانوا يخشون أن يبدأوا مباراة كرة قدم حقيقية لأنهم لم يلعبوا من قبل. هذا لم يثنِ ميلو عن تجهيز ملعب مؤقت بالقرب من البحيرة. استخدموا الأحجار لتحديد الأهداف واستعدوا للمباراة.
قبل أن تبدأ اللعبة، سمعوا صوتًا غريبًا يأتي من البحيرة. كان الضفدع بيبو، الذي كان معروفًا بمكائده ومقالبه.
– ماذا تفعلون؟ هل تحاولون اللعب بدوني؟ – قال بيبو بنبرة ماكرة.
– بيبو، هل ترغب في الانضمام إلينا؟ – سأل ميلو ببراءة.
– بالطبع، ولكن بشرط، سأكون حكمًا للعبة، – رد بيبو بمكر.
وهكذا بدأت المباراة، جعل بيبو اللعبة أكثر إثارة بمكائده الصغيرة، فأحيانًا يخفي الكرة أو يغير قوانين اللعبة. ومع ذلك، لاحظ شيئًا غريبًا، كلما قام بمكيدة، كان المرموط ميلو يتوصل لحل يجعل اللعبة أكثر متعة للجميع.
بعد اللعب لساعات تحت شمس الظهيرة، استراح الجميع بجانب البحيرة، يتنفسوبسعادة بعد لعبة كرة القدم المثيرة، جلسوا جميعًا يتحدثون ويضحكون معًا.
– شكرًا لكم جميعًا على هذا اليوم الرائع، – قال ميلو بفرح، – وأنا سعيد جدًا بالصداقة التي بنيناها.
– نحن الذين نشكرك، ميلو، لقد أظهرت شجاعة ودهاءً رائعين اليوم، – أجاب سامي السنجاب بابتسامة.
في تلك اللحظة، بدأ السماء تغمرها السحب الرمادية، وبدأت الرياح تعصف بشدة. لم يبقَ منهم سوى خيار التوجه إلى مأوى قريب لحماية أنفسهم من العاصفة.
– لنذهب إلى كهف الساحر القديم، إنه بالقرب من هنا، – قالت ديزي البطة وهي تشير إلى اتجاه.
وصلوا إلى الكهف الذي حكاياته تتحدث عن ساحر قديم يعيش فيه. لما وصلوا إلى داخل الكهف، وجدوا الساحر وهو ينظر إليهم بعيون حكيمة.
– مرحبًا بكم، أيها الأصدقاء، أعرف كل شيء عنكم، – قال الساحر بصوت هادئ.
– كيف تعرف ذلك؟ – سأل ميلو بدهشة.
– السحر يسافر بين الرياح، وأنا أبصر بعيني العديد من المغامرات، – أجاب الساحر بابتسامة.
وبينما اجتمعوا حول الساحر، بدأت العواصف تهب على الخارج، ولكن داخل الكهف كانوا آمنين. وقام الساحر بإحضار الشاي والحلوى للأصدقاء، وبدأ يروي لهم قصص مدهشة عن أبطال مثلهم في عوالم سحرية.
وفي لحظة ما من الحديث، توقف الساحر فجأة وأشار إلى نافذة الكهف. كانت العاصفة قد تلاشت فجأة، وظهر قوس قزح في السماء الملونة.
– ها هو دليل سحري على صداقتكم ومغامراتكم، – قال الساحر بفخر.
عندما تجولوا خارج الكهف، شاهدوا أن الكرة السحرية التي كانوا يلعبون بها تلمع بشكل مختلف، وعلموا أنها كانت هدية من الساحر لإضفاء المزيد من السحر على مغامراتهم.
وهكذا، انتهت يومًا مليئًا بالمغامرات والصداقة بجوار البحيرة، حيث استمتع الأصدقاء بنهاية يومهم المليء بالسحر والإثارة.
