العودة إلى القائمة
http://وحش%20المكتبة%20وراقصة%20الأمنيات%20-%20قصة%20من%20قبل%20Koalia%20stories

وحش المكتبة وراقصة الأمنيات

في مكتبة المدينة البلدية العتيقة، حيث تلتقي الحكايات القديمة بأسرار العالم، كان هناك وحش ضخم يُدعى زورو. لم يكن زورو وحشًا عاديًا؛ فقد كان يحب الكتب والقصص بشغف، ويعيش مختبئًا بين رفوف الكتب المتربة يقرأها بهمة، متجنباً لقاء البشر خوفًا من إخافتهم.

ذات يوم، وبينما زورو مستغرق في قراءة مغامرات بحار بعيد، سمع صوت خطى ناعمة يتردد في أرجاء المكتبة. كانت تلك ريما، راقصة يافعة جاءت لاستعارة كتب عن الرقص تساعدها في تجويد فنها. لمح زورو شعاعًا من الضوء ينبثق من شيء كانت ريما تحتفظ به بإحكام في يدها، إنه جهاز التحكم عن بعد الخاص بها، الذي كانت تستخدمه لتحويل الموسيقى أثناء تدريباتها الراقصة.

قرر زورو الاختباء خلف أحد الأرفف العالية، متتبعًا حركات ريما بشغف وفضول. كان يرى في رقصها سحرًا أخاذًا يشبه الحكايات التي كان يعشقها.

– لو سمحتي، هل تستطيعين مساعدتي؟ – خرج الصوت من زورو مترددًا، محاولًا عدم إخافة الفتاة.

انتفضت ريما للحظة، ظنت أنها وحيدة بين أروقة المكتبة، لكن الفضول غلب خوفها.

– مَن أنت؟ وكيف يمكنني مساعدتك؟ – قالت ريما بصوت حذر ولكن متفتح للمساعدة.

خرج زورو من مخبئه، محاولاً أن يظهر بأقل حجم ممكن.

– أنا زورو، وحش المكتبة. لا تخافي، أنا لا أؤذي أحدًا. أنا فقط… أحب الكتب.

تحول دهشة ريما إلى ابتسامة واسعة، إذ أدركت أن أمامها صديقًا غير عادي، وفرصة لمغامرة جديدة.

– زورو، إنه لشرف لي مقابلة وحش محب للكتب! كيف يمكنني مساعدتك؟

– أريد تعلم الرقص، لكن لا أعرف من أين أبدأ.

ريما برقّة وتفه- تعالي معي، سأعلمك الببلوغرافيا الراقصة! – اقترحت ريما وسارت باتجاه ركن هادئ بين الرفوف.

وبدأت ريما في تعليم زورو خطوات الرقص الأولى، حيث تأخذه بيديها الصغيرتين وتوجه حركاته برقة وخفة. لم تكن المكتبة البلدية مكانًا فقط للقراءة والبحث، بل كانت أيضًا ساحة للتعلم والتواصل ونشر الفرح والمعرفة.

في خلال الساعات القليلة التي قضاها زورو وريما معًا، تقدم زورو بخطوات ثابتة وبطيئة في فن الرقص، وكأنه كتابة جديدة تُضاف لقصة وجوده. وبينما كلمات الموسيقى تملأ الهواء، اندمج زورو وريما في رقصتهما بحماس وابتهاج.

حتى وصلت لحظة النهاية المفاجئة، حيث سمعوا صوت إقفال باب المكتبة. وقف ريما قلقة، لكن زورو بدأ يتلاشى ببطء، فكان وقته للعودة إلى عالمه الخفي.

– شكرًا لك، زورو، لقد كانت هذه تجربة رائعة! – قالت ريما بابتسامة ودعت الوحش اللطيف.

وفي لحظة اختفاءه، وجدت ريما نفسها وحدها في المكتبة من جديد، لكن بقلب مليء بالفرح والذكريات الجميلة.

يشارك

اترك تعليقًا

9 + 11 =