كان السلطعون الصغير سلطوني يعيش في بركة صغيرة على ضفاف نهر كبير وسط غابة كثيفة. كان أحب شيء إلى قلبه هو استكشاف الأماكن الجديدة واكتشاف ما تخفيه الطبيعة من عجائب وغرائب. ذات يوم، بينما كان يتجول على حافة النهر، لمح شيئًا براقًا يلمع تحت أشعة الشمس.
– قال سلطانوي مع نفسه: ما هذا الشيء اللامع؟ يجب عليّ اكتشافه!
اقترب ببطء من الجسم اللامع، وإذا به جهاز اتصال لاسلكي ملقى بجانب النهر. التقطه ونظر إليه بدهشة وحماسة. كان السلطعون قد سمع عن هذه الأجهزة من قبل ولكن لم يكن يتوقع أن يقع بين يديه واحد منها.
– قال سلطانوي: يا له من اكتشاف مدهش! لابد أن هذا الجهاز يمكنني من التحدث مع من يعيشون بعيداً!
قرر أن يجرب الجهاز. ضغط على زر الاتصال وأخذ يقول بصوت مرتجف بعض الشيء: مرحبًا؟ هل يسمعني أحد؟
جاءه رد مفاجئ من جهاز الاتصال اللاسلكي بصوت عميق وقوي: مرحبًا! من يتحدث؟
– قال سلطانوي بانفعال: أنا السلطعون سلطانوي، وأنا أعيش بجانب النهر. من أنت؟
– أجاب الصوت العميق: أنا غوري، الغوريلا الضخم الذي يعيش في الجبال القريبة. ما الذي يجعلك تتحدث من خلال هذا الجهاز؟
– قال سلطانوي بفرح: لقد وجدته هنا بجانب النهر! هل يمكننا أن نتقابل؟ أود أن أعرفك بشكل أفضل.
– أجاب غوري: بالتأكيد، سأعبر الجبال لأصل إلى ضفاف النهر غدًا. انتظرني، سلطانوي!
وفي اليوم التالي، كان السلطعون سلطانوي يتجول بلا هوادة على ضفاف النهر ينتظر وصول غوري. فجأة سمع صوت هدير قوي واقترب شيء ضخم من الضفة. كانت غوريلا ضخمة وصديقه الجديد غوري.
– قال غوري بابتسامة ودية: مرحبًا بك، سلطانوي! بإمكاننا الآن أن نبدأ مغامرتنا معًا!
– قال سلطانوي بحماسة: نعم، هذا رائع! ما هي خطتك يا غوري؟
– قال غوري بتفكير عميق: لقد سمعت أن هناك جزيرة صغيرة وسط النهر تحتوي على كنز مفقود. لنذهب ونكتشفها سويًا!
انطلق السلطعون سلطانوي والغوريلا غوري يعبرون النهر بروح مغامرة. خلال رحلتهم، واجهوا العديد من التحديات والمغامرات، من تيارات المياه القوية إلى الأشجار المتساقطة وشلالات المياه.
– قال سلطانوي وهو يشعر بالإعياء: هذه الرحلة أصعب مما كنت أتوقع!
– قال غوري مبتسمًا: لا تقلق، نحن فريق، وبتعاوننا سنتغلب على كل العقبات.
واصل السلطعون والغوريلا رحلتهما حتى وصلا إلى وسط النهر حيث توجد الجزيرة الموعودة. ولدهشتهم اكتشفوا أن الجزيرة مليئة بالزهور النادرة والفواكه اللذيذة التي لم يروها من قبل.
– قال سلطانوي بذهول: يا له من جمال! ربما لا نحتاج إلى كنز بعد كل هذا الجمال!
– وافق غوري فأضاف: الصداقة والمغامرة هما الكنز الحقيقي.
وبينما كانا يتمتعان بجمال الجزيرة، سمعا صوت خفي يأتي من جهاز الاتصال اللاسلكي.
– قال الصوت الغامض: أحسنتم، أصدقائي! لقد اكتشفتم الكنز المفقود. استمروا في مغامراتكم وستجدون دائمًا ما يسعدكم.
نظر سلطانوي وغوري إلى بعضهما البعض وابتسما. لقد أدركا أن المغامرة الحقيقية كانت في رحلتهما معًا وفي اكتشاف الجمال الخفي في الطبيعة والصداقة.
عادا إلى ضفاف النهر بسعادة وارتياح، وعرفا أن لديهما ذكريات رائعة وأصدقاء جددًا.
وقبل أن يودعان بعضهما البعض، قال سلطانوي مبتسمًا: لنستخدم هذا الجهاز اللاسلكي للبقاء على اتصال والمغامرة معًا مجددًا.
– قال غوري بفرح: اتفقنا! ولنستمر في مغامراتنا دائمًا.
وبهذا انتهت مغامرة السلطعون سلطانوي والغوريلا غوري، لكنهما عرفا أن هناك المزيد من المغامرات التي تنتظرهما.