في قلب الغابة السحرية، كانت توجد مزرعة كبيرة حيث يعيش التنين الصغير فهد. كانت المزرعة مليئة بالخضروات والفواكه والأزهار العطرة. وبينما كان فهد يتجول في أرجاء المزرعة، اكتشف بركة صغيرة تتلألأ مياهها تحت أشعة الشمس. اقترب من البركة وانحنى ليلتقط بيديه القليل من الماء البارد.
– فجأة، سمع صوت همسات خافتة: ساعدني! أرجوك، ساعدني!
نظر فهد حوله بتعجب، واكتشف سمكة قرش فضية صغيرة تتقلب على ضفة البركة. كانت السمكة تعاني من العطش وتبدو ضعيفة للغاية.
– قال التنين بلهفة: ما الذي جرى لك؟ كيف وصلت إلى هنا؟
أجابت السمكة القرش بصوت ضعيف: أنا سمكة قرش مجهولة، ضليت طريقي عندما كنت أسبح في المحيط الهائج… وانتهى بي الأمر هنا.
تعاطف فهد مع السمكة وقرر مساعدتها. لكنه لم يكن يعرف كيف يعيدها إلى المحيط. ثم رأى بالقرب من البركة طوق نجاة قديم ملقى على الأرض.
– قال التنين مشكوكًا: ربما يمكنني استخدام هذا!
رفع فهد طوق النجاة بحذر ونقله إلى البركة. ثم وضع السمكة القرش في وسط الطوق بلطف.
– ابتسمت السمكة وقالت: شكراً لك، يا صديقي. ولكن كيف سأعود إلى بيتي البعيد في المحيط؟
فكر فهد قليلًا ثم قال: لدي فكرة! سأحملك بطوق النجاة وأطير بك إلى المحيط!
ابتسمت السمكة بامتنان وقالت: أنت رجل نبيل، يا تنيني الصغير. لن أنسى هذه المساعدة أبدًا.
بالفعل، حمل فهد الطوق بكل قوته وبدأ في الطيران فوق الأشجار العالية والأنهار المتدفقة. كانت الرحلة طويلة وصعبة، ولكن فهد لم يستسلم. أراد أن يضمن عودة السمكة بأمان.
بعد فترة من التحليق الطويل، وصل فهد إلى حدود المحيط. تأمل في الأفق الشاسع ثم بدأ في النزول برفق حتى وصل إلى سطح الماء.
– قال التنين بنبرة مليئة بالأمل: هنا نحن، وصلك إلى بيتك!
أخذ الطوق بهدوء ووضع السمكة في الماء. عادت السمكة إلى الحياة فور ملامستها للمياه المالحة وسبحت بحماس في الماء العميق.
– قالت السمكة بامتنان: لولاك لما عدت إلى بيتي. سأخبر جميع أصدقائي عن بطولتك وشجاعتك!
ودع التنين الصغير فهد السمكة وعاد إلى مزرعته. شعر بالسعادة والفخر لأنه تمكن من مساعدة صديق جديد.
وفي أحد الأيام، عاد فهد إلى البركة الصغيرة في مزرعته ووجد هدية صغيرة بجانب الماء: كان هناك طوق نجاة جديد براقة ومعه رسالة كتب فيها: إلى التنين الصغير الشجاع، هذه هدية مني لك. أتمنى أن تكون دائمًا بطلاً للجميع. – صديقتك سمكة القرش.
ابتسم فهد بحب وعاد إلى حياته اليومية في المزرعة. ومنذ ذلك الحين أصبح يُعرف ببطولته وشجاعته في جميع أنحاء الغابة. وأدرك أن أصدقاءه يمكن أن يأتوا من أماكن بعيدة وغير متوقعة، وأن المساعدة قد تأتي بأشكال متعددة.
