في قرية صغيرة على أطراف المدينة، كانت هناك سيرك ملون بألوان زاهية تلمع تحت شمس الظهيرة، يدعى سيرك الأحلام. هذا السيرك لم يكن كغيره من السيركات، فقد كان مليئًا بالعجائب والألغاز، وكل من يزوره يعود بقصة مثيرة ليرويها. في يوم ما، قررت أم جريئة أن تأخذ ابنها لزيارة هذا السيرك العجيب ليتمتعا بيوم مليء بالمغامرات والفرح.
تماسكت يدا الأم بيد ابنها بحنان وهما يتجولان في أرجاء السيرك، متأملين بدهشة الفنانين المتأرجحين عاليًا والسحرة الذين يبهرون الجمهور بخدعهم. وفي أثناء تجولهما، لاحظت الأم حقيبة قديمة متروكة بعناية على إحدى المقاعد. كانت الحقيبة مزخرفة بنقوش غريبة وتبدو وكأنها تخفي أسرارًا عجيبة.
– ما هذا؟ – تساءل الابن بفضول.
– يبدو أن هناك من نسي حقيبته هنا. ربما علينا فتحها لنجد شيئًا يدلنا على صاحبها، – قالت الأم وهي تنظر حولها لتتأكد من عدم وجود أحد يبحث عن الحقيبة.
لما فتحت الحقيبة، وجدت بداخلها قطعة قماشية رقيقة ملفوفة بعناية فائقة. عندما نشرت القماش، تفاجأت بأنها خريطة للسيرك، لكن بدت الأماكن الموجودة عليها غريبة وغير مألوفة، كأنها تقود إلى عالم آخر داخل السيرك نفسه. بينما كانت الأم وابنها يتأملان الخريطة بحماس، فجأة ظهر من بين الظلال جمل ضخم بعيون لامعة وعلى ظهره سرج مطرز بالذهب.
– أنتما تمتلكان الآن خريطة الأمنيات. أنا جادور، حارس الأسرار في سيرك الأحلام. تلك الخريطة ستقودكما إلى ثلاث محطات، في كل محطة يجب عليكما حل لغز لتستمروا في رحلتكم. وإن نجحتما، سيتحقق لكما أعظم الأمنيات، – قال جادور بصوت عميق وهادئ.
مذهولين بما يسمعان، قررت الأم وابنها التحدي والخوض في المغامرة، متسلحين بالشجاعة والأمل. انطلقا مع جادور عبر ممرات السيرك السرية، حيث كانت كل محطة أشبه بعالم خيالي. حلت الأم وابنها ألغاز الساحرة الراقصة ورسام الأحلام ومغامرة السماء الزرقاء، وفي كل مرة كانوا يقتربون أكثر فأكثر من حلمهم الأكبر.
بعد عبور المحطات الثلاثة، وجدوا أنفسهم أمام بوابة ذهبية تلمع تحت ضوء القمر. فتح جادور البوابة ليكشف عن حديقة ساحرة مليئة بالزهور النادرة والفراشات المضيئة.
– هنا، حيث تتحقق الأمنيات. أخبروني، ما هو حلمكما؟ – سأل جادور بابتسامة دافئة.
نظرت الأم نحو ابنها مبتسمة وقالت:
– حلمنا هو أن نظل دائما معا، نعيش كل يوم مغامرة جديدة مليئة بالسعادة والمحبة.
ابتسم جادور وهز رأسه موافقًا ثم اختفى بنفحة ريح عط