في ليلة غامضة، حيث تتلألأ النجوم ببريقها الفضي في السماء الصافية، والأرض تستعد لغفوة هادئة، كان هناك صاروخ عظيم يقف شامخًا في وسط الصحراء. كان يتأهب لرحلة مثيرة إلى أعماق الفضاء اللانهائية. داخل الصاروخ، كانت الأجهزة تصدر أصواتًا رتيبة، والأضواء تلمع بألوان مختلفة. لكن إن كنت تظن أن هذا الصاروخ يخلو من الحياة، فأنت مخطئ.
كان يعيش هناك شبح يُدعى غيم، لم يكن شبحًا عاديًا، فقد كان وديعًا ولطيفًا ويحب استكشاف كل زاوية من الصاروخ العملاق. في إحدى ليالي استكشافه المعتادة، صادف غيم ساعة يد قديمة متروكة بين الصناديق والأدوات. كانت ساعة فريدة بتصميمها، مزخرفة بنقوش دقيقة، وكأنها تنبض بسحرٍ أصيل. ألهمته هذه الساعة للذهاب في مهمة لاستكشاف بُعد آخر لم يخطر ببال أحد من قبل.
بينما كان غيم يتجول بها في الصاروخ، وجد فأرًا صغيرًا يُدعى بسبس ينقب بين الأطعمة المخزنة. كان بسبس خائفًا في البداية من رؤية غيم، لكن الشبح اللطيف أبدى سريعًا نواياه الودية.
– مرحبًا، قال بسبس بفضول، ما هذا الذي تحمله؟
– أه، هذه ساعة يد قديمة، وجدتها هنا وأشعر أنها تحمل سرًا ما، رد غيم بحماس.
سرعان ما أصبحا صديقين واتفقا على استكشاف الساعة وألغازها معًا. بدأ غيم بتحريك عقاربها بشكل عشوائي، حتى بدأ الصاروخ فجأة بالهزة الخفية، وأضيء شاشة قيادة الصاروخ برسائل غامضة.
– ماذا فعلت؟ سأل بسبس وهو يرتجف.
– لا أدري! لكن يبدو أننا بصدد مغامرة، قال غيم وهو يشعر بتشويق بالغ.
فجأة، بدأ الصاروخ بالارتفاع بسرعة كبيرة، والنجوم بالتمرير أمام أعينهما كأنهما ينطلقان عبر الزمكان نفسه. تحولت الشاشة لتظهر خريطة معقدة، ومع مساعدة بسبس الذي حفظ طرقه داخل الصاروخ بشكل جيد، تمكن غيم من معايرة الساعة بشكل يتوافق مع الإحداثيات الظاهرة.
بينما كانا يتجولان في الأروقة الضيقة، شعرا بدفء غريب وشاهدا أبوابًا لم تكن موجودة من قبل. عند فتح إحداها، اكتشفا عالمًا مليئًا بالمخلوقات الفضائية الصغيرة التي تعيش في سلام.
من خلال تعلم لغة تلك المخلوقات، فهم غيم وبسبس أن الساعة كانت جهازًا قديمًا يمكنه فتح أبواب بين الأبعاد. كانت هذه المخلوقات تبحث عنها لاستعادة الاتصال بأهاليهم في بُعد آخر. شعر غيم وبسبس بأهمية مهمتهما وقررا مساعدتهم.
استخدما الساعة لفتح بوابة أبعد، مما سمح للمخلوقات الصغيرة بلم شملها مع أهاليهم. كمكافأة، منحوالهذه الرحلة الرائعة وأثنوا على شجاعة الشبح والفأر اللذين ساعداهم. وبينما كانوا يستعدون للعودة إلى الصاروخ، ظهر شكل غريب بجانبهم، كانت هذه المخلوقة الكبيرة تُدعى مينا، وهي حارسة البوابات بين الأبعاد.
– أنتما قد أنقذتم حينما يجب علينا أن نكون نحن الذين ننقذ، قالت مينا بصوت عميق.
فرح الصغيران لدعم مينا، وقررا الانضمام إليها في مهمة حماية البوابات وضمان أن الآفاق تبقى آمنة. عادوا إلى الصاروخ محملين بالخبرات الجديدة والصداقات الجديدة، وفي طريق العودة، قررا تحريك الساعة بشكل صحيح للعودة إلى الصاروخ بسلام.
حين وصولهما إلى الصاروخ، وجدا أن مينا قد أحضرت هدية لكل منهما كتقدير لشجاعتهما. قدمت لغيم الأزرق البراق ليربط به على رأسه كتاج لرؤساء الفضاء، ولبسبس أعطته قلادة من الأحجار الكريمة تتلألأ بألوان قوس قزح.
– شكرًا لكما على كل ما فعلتما، وأشكركم على تواصل الصداقة بين الأبعاد، قالت مينا بابتسامة.
وبهذا الشكل انتهت مغامرة شبح غيم والفأر بسبس وحارسة البوابات مينا في الصاروخ العملاق، حيث عادوا إلى بيتهم الجديد واستقروا في رحلات استكشافية جديدة ومثيرة.